الأربعاء، 16 فبراير 2011

متحف

  • أهالى البحيرة يطالبون بتحويل مبنى أمن الدولة المحترق إلى «متحف الظالمين»
  • دمنهور
  • حمدي قاسم
  • ياسر شميس
  • Wed, 16/02/2011 - 20:45
طالب عدد من أعضاء القوى الوطنية فى البحيرة بتحويل مبنى مباحث أمن الدولة فى دمنهور، الذى تم إحراقه فى جمعة الغضب إلى متحف، وقال علاء الخيام، منسق الجمعية الوطنية للتغيير: المكان تحول بالفعل إلى مزار سياحى، حيث يجاور ميدان الساعة الذى حوله الأهالى إلى ميدان الشهداء، بعدما شهد مقتل 3 من أبناء المحافظة.
مبنى أمن الدولة المحترق أصبح مزاراً سياحياً يرتاده الأهالى، ويتطوع عدد منهم بشرح تفاصيل المبنى قبل احتراقه لزواره، مبيناً غرفه وما كان يتم بها، فهذه غرفة التحقيقات، وهذه غرفة التعذيب، أما الغرفة المبطنة بعوازل الصوت فهى للتعذيب بالكهرباء، وهنا الحجز، وبمجرد الوصول إليه يستطيع الزوار أن يقرأوا كلمات المساجين التى كتبوها على جدران غرفة الحجز، فضلاً عن غرفة الكلاب، التى اندهش زوارها من حجم الاهتمام بها، حيث اكتست أرضيتها بالرخام، فى حين كانت أرضية الحجز من التراب.
الأهالى زوار المكان حاولوا الحفر فى أرضيته بحثاً عن سجن كان يشاع وجوده تحت الأرض، لكنهم لم يجدوا شيئاً وأعد الأهالى قائمة سوداء بكل المتعاملين مع «أمن الدولة» وقرروا وضعها فى المقر بعد تحويله إلى متحف، واقترح الأهالى تسميته «متحف الظالمين»، وكتبوا على جدرانه من الخارج هذا الاسم.
د. محمد جمال حشمت، القيادى الإخوانى، والنائب السابق، رفض الحديث عن ذكرياته السيئة فى المكان، وقال: سئم المصريون سوء العذاب من ظلم وتفزيع فانتقم الله منهم، وعلى جدران غرفة الحجز، روى معاذ عباس السيسى، نجل أحد أعضاء الجماعة قصته قائلاً: «قضيت فى هذا المكان الضيق 3 أيام مع 4 آخرين، حتى صدر قرار باعتقالى، بتهمة الاشتراك فى مظاهرة لتأييد فلسطين، ورغم أننى كنت خارج البلاد فى توقيت المظاهرة، وحصلت على براءة لكن رجال أمن الدولة أرادوا الانتقام وحطموا شقتى بالكامل».
أضاف محمد مدنى، أحد المعتقلين فى هذه القضية: «ذكريات مؤلمة، مكان شعرت فيه بالظلم والقسوة والقهر، تم اعتقالى فيه بعد صدور حكم محكمة ببراءتنا، أخذونا دون سؤال ودون أن نعرف إلى أين نحن ذاهبون، ولا نعرف شيئاً هناك عن العالم الخارجى، وفى الحجز لم نكن نرى أى وجه سوى رجل كبير السن، كان يأخذ منا النقود ليشترى لنا الفول والفلافل، وكان واضحاً أنه عامل فى المكان وكانت اللمبة فى الحجز لا تعمل وطلبوا منا نقوداً لشراء واحدة فأخذوا النقود ولم يأتوا باللمبة، وكنا نتعامل نحن الخمسة داخل الغرفة باللمس، ومع اعتراضى على إحراق المكان، إلا أنه أصبح معلماً شاهداً على الظلم وإهدار الكرامة الإنسانية».
وأشار الدكتور عادل العطار، منسق حركة كفاية بالمحافظة، إلى أنه دخل المكان بعد احتراقه وصوره وتذكر أنه كتب قصة قصيرة عن احتجازه فيه أطلق عليها اسم الذئاب وتحكى عن استخدام الكلاب فى التعذيب، أما أحمد ميلاد، أمين حزب الغد فى المحافظة، فقال: «كنت متردداً فى البداية فى دخول المكان، لكننى دخلت ووقفت طويلاً أمام عبارة كتبها بعض الناس على الحائط وهى (لكل ظالم نهاية) فذكرتنى بطريقة معاملة الضباط لمن يدخل هذا المكان بكل تكبر وعنجهية».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق