الأربعاء، 19 أبريل 2017

النسبة الذهبية … فى الكون وفى الإنسان


النسبة الذهبية … فى الكون وفى الإنسان الذى تصمم له..


العمارة فى الأساس هى علم قائم على تلبية حاجة الإنسان … فأنت عندما تصمم مبنى أو حديقة أو حتى مدينة, فأنت تصممها ليستخدمها الإنسان … فإذا كانت لا تناسب الإنسان فأنت إذا لست بمعمارى ولست ببناء .. ولكنك تصبح مدمر مهدر للمال والطاقات وملوث للبيئة والمكان … بمعنى إنك أنتقلت من أعلى المراتب النزيهة إلى أدناها فقط لأنك تجاهلت عنصر واحد فقط … الإنسان.
النسبة الذهبية … بمسمياتها الكثيرة .. وبمحاولات إستكشافها التى لم تنتهى منذ أقدم العصور إلى الأن … ما الذى يجعلها بهذا القدر من الأثارة للفضول !! .. ولماذا تخطف عظيم إهتمام العلماء بهذا الشكل !! وما سر جمالها !! … يقول الدكتور ستيفن ماركوارت ( Stephen Marquardt ) : “الحياة كلها هى علم البيولوجيا, وعلوم البيولوجيا كلها هىى علم الفيزيولوجيا. وعلوم الفيزولوجيا كلها هى علم الكيمياء. وعلوم الكيمياء هى علم الفيزياء. وعلوم الفيزياء هى علم الرياضيات”

المجرات تشكّل الشكل الحلزونى الناتج من النسبة الذهبية وسلسلة فيبوناتشى
سأحاول أن أجعل الأمر أبسط بالنسبة لك … تخييل معى أنك جالس على شاطئ بحر لوحدك … شاطئ هادئ وبديع … وقمت بتشغييل موسيقى هادئ مريحة للأعصاب لموزارت مثلاً … وفجأة جاء رجل بجوارك بجهاز تسجيل أخر ويستمع فيه لرائعة من روائع أم كلثوم … الأصوات تتداخل وتخلط.
هل تتخيل مدى الإزعاج والشعور بعدم الراحة الذى تشعر به الأن … لم يشفع أبداً أن الموسيقى الأخرى راقية أو جميلة, حتى لو كانت تحبها أكثر من التى تستمع لها … هذا الإزعاج الذى تشعر به نتيجة الضجيج … “الإيقاعات” غير متوافقة … سرعت الإيقاعات غير متناسبة … وأيضاً لعل بدايات السلالم الموسيقية ليست واحدة … هذا هو الضجيج والإزعاج .. فى حين أن منسق أغانى ماهر قد يساوى بين العناصر الثلاث هذه فيجعل منها مقطوعة موسيقية جديدة رائعة.
فـالنسبة الذهبية هذه تماثل إيقاع الحياة … الإيقاع البصرى الذى خلقه الله سبحانه وتعالى فى الكون  … فتجده فى تكوين مجرات الكون .. وتجده فى أصابع يدك .. وتجده فى تكوين النملة الصغيرة … فأنت عندما تصمم بعيداً عن هذا الإيقاع تصبح مثل النغمة النشاز … التى مهما بلغت من جمال وإبداع إلا أنها مزعجة .. وعندما تصمم مع هذا الإيقاع يأتى الإنسجام البصرى .. وتأتى الراحة البصرية وذلك الشعور الغريب الغامض بالجمال.
النسبة الذهبية فى الإنسان
عبر التاريخ إهتم المعمارييون بإستكشاف جسم الإنسان وعلم التشريح, إنهم مهتمون بالأبعاد الموجودة فى الأعضاء البشرية … فهم يصممون للإنسان على كل حال .. وأشهر هذه المحاولات والدراسات تمثلت فى الرسم التوضيحى الشهير المسمى ” رجل فيتروفيان” ( Vitruvian Man ) لليوناردو دافنشى (Leonardo da Vinci ). وأخيراً نظرية لوكوربوزييه ( Le Corbusier ) التى أسمها “موديولر” ( Modulor ).
وسنحاول أن تسرد هنا بعض الأمثلة الموجودة بجسم الإنسان لنرى كم هى متوغلة فى أدق تفاصيل تكوين الجسم البشرى.
وجه الإنسان
وجه الإنسان يزخر بالعديد من الأمثلة على النسبة الذهبية أو النسبة الإلهية. فالرأس مثلاً يشكل  مستطيل ذهبي مع مركز الإبصار في منتصفه. وموضع كل الفم والأنف عند المحاور الذهبية, المسافة بين العينين وأسفل الذقن. فيرى الكثير من العلماء وخبراء التجميل أن جمال الإنسان يستند على هذه النسبة الإلهية.
فكما ترى بالصور … تجد فى صورة الفتاة أن الخط الأزرق يحدد مربع كامل من الننى بمقلة العين وحدود الفم, المقطع الذهبي لهذه الخطوط الأربعة الزرقاء يحدد الأنف، وطرف الأنف، وفتحات الأنف، ويحدد أيضاً المسافة ما بين أعلى وأدنى نقطة للأذن. والخط الأزرق يحدد أيضاً المسافة من الشفة العليا إلى أسفل الذقن.
الخط الأصفر ، وهو “القسم الذهبي” للخط الازرق، يحدد عرض الأنف، والمسافة بين العينين وحواجب العين والمسافة ما بين مقلتى العين والأنف. أما الخط الأخضر، وهو ما يمثل “القسم الذهبي” من الخط الأصفر يحدد عرض العين، والمسافة بين مقلتى العين إلى الحاجب والمسافة بين فتحتي الأنف. وأخيراً الخط الأرجواني “القسم الذهبي” للخط الأخضر ، يحدد المسافة بين الشفة العليا إلى أسفل الأنف وعدة أبعاد من العين.
وتكوين الأسنان أيضاً نجده من هذه النسبة الألهية … وحتى عندما تنظر الي تكوين الرأس من الجانب تجد تلك نسبة الإلهية !!. المقطع الأول الذهبي (الأزرق) من مقدمة الرأس يحدد موقف فتح الأذن. المقاطع المتعاقبة الذهبية تحدد الرقبة (الصفراء) ، الجزء الخلفي من العين (الخضراء) والجزء الأمامي من العين والجزء الخلفي من الأنف والفم (قرمزي). وأبعاد الوجه من أعلى إلى أسفل أيضا تحمل النسبة الالهية، في موضع الحاجب العين (الأزرق)، الأنف (الصفراء) والفم (الأخضر والبنفسجي). وحتى الأذن تعكس شكل “دوامة” فيبوناتشي الشهيرة.

{ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) } ( الجاثية 3-4 ).
جمال الوجه البشرى

قناع الجمال |copyright 2001 by Dr. Stephen Marquardt
دعونا ننظر بمنظور جديد على الجمال من خلال عيون العلوم الطبية. درس الدكتور ستيفن ماركوارت “جمال الإنسان” لسنوات طويلة خلال ممارسته لجراحة الفم والوجه والفكين. ولقد أجرى الدكتور ماركوارت عبر كثير من المسوحات على الجمال فى الثقافات المختلفة، ووجدت أن كل المجموعات كانت تصوراتها هى نفسها لجمال الوجه. وقام أيضاً بتحليل الوجه البشري خلال العصور القديمة إلى العصر الحديث. من خلال بحثه، اكتشف أن الجمال لا يتعلق فقط بالنسبة “فاي” ( phi )، ولكنه أيضاً يتطابق لكلا الجنسين ولجميع الأعراق والثقافات والعصور مع “قناع الجمال” الذي طوره وحصل على براءة اختراع له.
وهذا القناع إستخدم الشكل الخماسى والعشارى في تكوينه، والذي جسد النسبة الذهبية “فاي” في كل أبعاده. وبالرغم من وجود وجوه تتطابق تماما مع ذلك القناع، إلا أنه هناك اختلافات لا نهاية لها في اللون والشكل لكل عنصر مكون للوجه (العينين والحاجبين والشفتين والأنف، الخ) والتي تؤدي إلى ظهور هذه الإختلافات الجوهرية بين كل الأعراق وتوفر ذلك التنوع اللا نهائى في أنواع الجمال والتي هي فريدة لكل شخص. والوجه البشري يتصل أتصال وثيق بشكل لا يصدق مع العواطف التي هي جزء لا يتجزأ من الجمال الإجمالى للإنسان.
الجسم البشرى وأجزاءه والنسبة الذهبية
leftالنسبة الإلهية في الجسم فى هذ الرسم التوضيحى مثلاً .. نجد الخط الأبيض هو ارتفاع الجسم. أما الخط الأزرق، وهو “القسم الذهبي” للخط أبيض، يحدد المسافة من الرأس إلى أطراف الأصابع, والخط الأصفر، وهو “القسم الذهبي” للخط الازرق، ويحدد المسافة من الرأس الى السرة والمرفقين. والخط الأخضر، وهو “القسم الذهبي” من الخط الأصفر، ويحدد المسافة من الرأس إلى أعلى، وعرض الكتفين، وطول الساعد وعظم الساق.
الخط الأرجواني “القسم الذهبي” من الخط الأخضر، يحدد مسافة واحدة من الرأس إلى قاعدة الجمجمة وعرض البطن. أجزاء من الخط مقطوع أرجواني تحدد موضع الأنف، المقطع الذهبي من الخط البنفسجي (كما في مقطع قصير من الخط الأخضر) يحدد عرض الرأس ونصف عرض الصدر والوركين.
تعال ننظر بصورة أقرب للتصور .. إرفع كف يدك من على لوحة المفاتيح أو الماوس الأن … وإلقاء نظرة على نسب السبابة الخاص. ضع يدك أمام الشاشة ولا تخجل! … كل مقطع من السبابة الخاص بك، من الطرف إلى قاعدة الرسغ ، أكبر من سابقتها بحوالي نسبة فيبوناتشي والتى تساوى 1،618، أيضا تتساوى مع أرقام فيبوناتشي 2 ، 3 ، 5 و8 فى الأبعاد !. وحسب هذا المقياس ، فأن ظفرك هو وحدة واحدة في هذا الطول.
نسبة الذراع إلى كف اليد أيضاً نسبة ذهبية, فيدك هى “القطع الذهبي” بالنسبة إلى ذراعك، النسبة من الساعد إلى كف يدك أيضا تساوى 1،618، أى النسبة الإلهية.
leftونجد القدم أيضاً تحتوى على العديد من النسب الذهبية، بما في ذلك :
1) في منتصف قوس القدم
2) اوسع جزء من القدم
3) قاعدة خط الاصبع واصبع القدم الكبير
4) أعلى خط لأخمص القدم، وقاعدة إصبع القدم
فى نبضات قلب الإنسان 
نبضات القلب السلمية الهادئة يقال إنها تأتى على إيقاع “فاي”, فالأجزاء البارزة من رسم القلب (ECG أو EKG) هي موجة “P”،والتى تنحرف بسبب الحالية الناشئة للأذين، ومجمع “QRS”، الذى يبين مرور النشاط الكهربائي في البطينين، وموجة “T”، للبطينين عند إعادة تعيين أنفسهم. ووالنبضات الكهربية (ECG أو EKG) للإنسان تختلف إلى حد كبير بناءاً على مجموعة متنوعة من العوامل.
الموقع “Heartbeat2000 saught” القديمة قدم دراسة للعلاقات بين القلب المادياً وروحياً. فالآراء المعروضة توحي بأن هناك ضربات للقلب تنتج علاقة ” فاي ” في النقطة T للتخطيط القلب بما يمثل كونها فى حالة من الصحة والسلام والوئام.
ولكن يجب أن نعرف أن هذه هى أحد المجالات التي لا تزال بحاجة إلى البحث والتثبت العلمي، ولكن من جهة أخرى فهى وجهة نظر مثيرة للاهتمام على مظهر آخر محتمل لوجود “فاي” في الحياة. ويظهر رسم القلب التشابه الى التقارب فيبوناتشي.
كما هو موضح في الصفحة سلسلة فيبوناتشي، فإن نسبة من كل زوج من الأرقام المتتالية في سلسلة فيبوناتشي (0 ، 1 ، 1 ، 2 ، 3، 5 ، 8 ، 13 ، 21، 34 ، 55 ، 89 ، 144 ،… ) يتقارب في فاي (1.618…) كما هى في السلسلة.
الأرقام الأولى في السلسلة تعطي تقريب فاي. على سبيل المثال :
1 / 0 = ∞
1 / 1 = 1
2 / 1 = 2
3 / 2 = 1.5
03/05 = 1.666..
8 / 5 = 1.6
13 / 8 = 1.625
والغريب، إذا قارنت ما بين الرسم البياني لـ “فاي” في السلسلة, تحصل على الرسم البياني لنبضات القلب، في الجزء الأول الذي يحمل تشابها في نمط رسم القلب لضربات القلب البشري.
النسبة الذهبية فى درجة حرارة جسم الإنسان
تختلف درجات حرارة الجسم حتى ما بين البشر. في درجة حرارة الجسم من الثدييات تتراوح حول 97 درجة إلى أكثر من 103 فهرنهايت °. الطيور لديها من متوسط درجات الحرارة حوالي 105 درجة فهرنهايت.
أما النسبة “فاي” فهى النقطة ما بين درجة حرارة التجمد (32 درجة فهرنهايت) ودرجة حرارة الغليان (212 درجة فهرنهايت) من الماء 100.8 درجة فهرنهايت، أو 38.2 ° مئوية.
تأخذ النقطة “فاي” من الطرف الآخر من المقياس لدرجة الحرارة وصولك إلى 143 درجة مئوية ، وهي عبارة عن درجة الحرارة اللازمة لقتل البكتيريا. (تقريب عموما وكما جاء في 140 درجة معظم الكتابات).
ومن المثير للاهتمام، إذا أخذت 0،618 أو النقطة “فاي” من 37 درجة مئوية، وهو متوسط درجة حرارة جسم الإنسان، وتحصل على 23 درجة مئوية أو 73 درجة فهرنهايت، وهى “حرارة الغرفة” في درجة الحرارة التي من وجهة نظر الكثيريين تمثل الدرجة المثالية للراحة والمتعة في الهواء الطلق.
والماء له خاصية غير معتادة للغاية لأنه يصل إلى الكثافة القصوى في حالة سائلة عند 4 درجة مئوية، بدلاً من واحدة صلبة. وهذا يسمح بتعويم الجليد، وهو أمر حيوي لاستمرار الحياة تحت سطحه في المناخات الباردة. يتم تعريف كيلوغرام وكتلة تعبئة المياه ليتر واحد في 4 درجة مئوية ويعتبر هذا إذا درجة الحرارة الحرجة بدلا من 0 درجة مئوية، نجد أن نقطة “فاي” هى 105.2 درجة فهرنهايت، وهى تحدد النهاية القصوى لدرجة حرارة الجسم.
وبالتالي درجات الحرارة الرئيسية للجسم والراحة تعكس نقاط فاي في حالات المياه المختلفة، والتي يتألف إلى حد كبير منها أجسامنا البشرية!
مراحل النمو والتطور البشرى
أيضاً كان للدكتور نورمن روز ( Norman S. Rose ) ملاحظته المثيرة للإهتمام من أن المراحل الأساسية للتطور ونو الإنسان تمثل أرقام سلسلة فيبوناتشى .. فمثلاً – عند “الصفر” يكون جنيناً, – عند عمر “1” يكون مولود حديث الولادة , – عند أواخر عمر “1” يبدأ فى ظهور الصوت والمشى, – فطامه فى “2” , – عند “3” تبدأ مرحلة الإعتداد بالنفس والتحكم والتدريب على إستخدام الحمام, – عند “5 ” التعليم المبكر, -عند “8” منتصف الطفولة والتمييز بين الصح والخطأ, -عند “13” البلوغ, – عند “21” سن الرشد, – عند “34” منتصف النضوج والأبوة والمهارات المصقولة. – “55” بدء سن الضمان الإجتماعى وإكتمال المهارات والتقاعد, وأخيراً – عند “89” الإكتمال والحكمة.
النسبة الإلهية فى أصغر مكون فى الإنسان
يستند جزيء الحمض النووي، وهو ما يمثل البرنامج لجميع أشكال الحياة، وعلى النسبة الذهبية. فهى بأبعاد 34 انغستروم طولاً بنسبة 21 انغستروم عرضاً لكل دورة كاملة من دوامة لها “الحلزون المزدوج” الذى يمثل وحدة الـ DNA.
 
والأرقام 34 و 21 بالطبع، هي الأرقام في سلسلة فيبوناتشي ونسبتهم، 1.6190476 تقترب كثيرا فاي، 1.6180339.
{ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } ( آل عمران 191 )
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق