الأربعاء، 27 أغسطس 2014

انتبه :ما تقول من كلام.. قد يكون حرام




انتبه :ما تقول من كلام.. قد يكون حرام

ركز فيما تقوله من كلام.. فقد يكون "حرام"
ما زلنا مع أخطاء الألسنة، وما يقع فيه العوام من كلمات يظنونها يسيرة لكنها عند الله عظيمة، وكلمات قد تقال بيسر وسهولة لكنها قد تورد قائلها المهالك والعياذ بالله.. ولقاؤنا اليوم مع ثلاث كلمات خطيرة لنحذَر أن نقولها ونحذّر منها من نحب له ألا يقع فيها..

انتقل إلى مثواه الأخير
وهو قول -على شيوعه- حرام ولا يجوز؛ لأن فيه إنكارا للبعث بعد الموت؛ لأنك إذا وصفت الموت بأنه انتقال إلى المثوى الأخير فمقتضاه أن الموت أو الدفن في القبر هو آخر مكان يسكنه الإنسان، ومن المعلوم عند جميع المسلمين أن القبر مرحلة تتلوها مراحل، وأنه لا بد يوم القيامة من أن يبعث الإنسان.

والإيمان باليوم الآخر ركن أصيل من أصول الإيمان، وهو محور مهم من محاور العقيدة التي اختلف فيها أهل الكفر مع المسلمين؛ كما يقول تعالى: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَ‌ابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ، أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ، قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُ‌ونَ، فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَ‌ةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُ‌ونَ}، ويقول تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ‌ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَ‌بِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْ‌قَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّ‌حْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْ‌سَلُونَ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ}.

لهذا وصف الله القبر بقوله: {حَتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ} فالحياة في المقابر كأنها زيارة، ولا بد للزائر أن يمضي ليستكمل مسيره إلى المثوى الأخير إما الجنة وإما النار يوم القيامة، وقانا الله السوء..

الأولى هنا أن نقول صيغة أفضل مثل: "انتقل إلى الرفيق الأعلى" وهي صحيحة مأثورة.

ربنا افتكره

وهل ينسى الله أحدا من عباده؟ الله سبحانه يقول: {لَّا يَضِلُّ رَ‌بِّي وَلَا يَنسَى} ويقول: {وَمَا كَانَ رَ‌بُّكَ نَسِيًّا} وآيات أخرى كثيرة تثبت أن الله لا ينسى أحدا ولا شيئا ولا مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، فهل يكون الموت دلالة على تذكر الله لعبده؟ سبحانه وتعالى، وكيف يكون الله ناسيا عبده وهو يرزقه ويطعمه ويسقيه ويمرضه ويشفيه وما كان ربك نسيا..

يستحسن أن نقول بدلا من العبارة السابقة: "ربنا اختاره"؛ فهي أقرب لما عليه الشرع في كلامنا الدارج.

ربنا موجود

وهي مقولة شائعة رغم ما بها من خطأ؛ فكلمة موجود اسم مفعول من الفعل وجد، واسم المفعول يستدعي أن هناك فاعلا، والله سبحانه هو القائل: {اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}، فإذا وصفنا الله بأنه موجود فمن واجده تعالى الله عن ذلك؟؟ الأصح أن نقول إن الله له صفة الوجود.. فنثبت له الصفة بشكل مجرد..

من الضروري هنا أن نتفهم أن الناس تقولها دون كل هذه التحليلات على سبيل إثبات الصفة ووجود الله معنا في كل موقف، يشعر بنا ويعرف حالنا، ولذا فلا تدخل في دائرة الخطأ إلا إذا كان هناك قصد من القلب، ولكن وجب التنويه.. لتصحيح كلامنا قدر المستطاع.

من الممكن أن نقول كلمة أسهل وأصح مثل: "ربنا معانا" مثلا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق