صورة أرشيفية
وقع أول انقلاب عسكري في تاريخ تركيا في 27 مايو 1960، وكان على حكومة رئيس الوزراء عدنان مندريس، فمنذ أن تأسست الجمهورية التركية عام 1924 وأُسقطت الدولة العثمانية على يد أتاتورك، والجيش يقوم بمهمة القوة الداعمة للثورة الكمالية، بداية من إقصاء المناوئين له من القادة العسكريين، وإلى تشكيل محاكم الاستقلال لمعاقبة المعارضين له.
ورصدت "الوطن" الانقلابات التي شهدتها تركيا منذ تأسيس الجمهورية.
- الانقلاب على عدنان مندريس عام 1960
في صباح 27 مايو عام 1960 تحرّك الجيش التركي ليقوم بأول انقلاب عسكري منذ بداية العهد الجمهوري، حيث سيطر على الحكم 38 ضابطا برئاسة الجنرال جمال جورسيل، وأحال الانقلابيون 235 جنرالا وخمسة آلاف ضابط بينهم رئيس هيئة الأركان إلى التقاعد، وتم إعلان الأحكام العرفية، وحاصرت الدبابات مبنى البرلمان وتم وقف نشاط الحزب الديموقراطي واعتُقل رئيس الوزراء عدنان مندريس ورئيس الجمهورية جلال بايار مع عدد من الوزراء وأرسلوا إلى السجن قبل أن يُحكم عليهم بالإعدام في محاكمة صورية، وبالفعل تم تنفيذ حكم الإعدام في مندريس.
- الانقلاب على سليمان ديميريل عام 1971
عُرف انقلاب 1971 عموما بـ"انقلاب المذكرة"، حيث أرسل الجيش مذكرة عسكرية إلى سليمان ديميريل طالبه فيها بالتنحي، وعلى إثر قراءة بيان الجيش عبر الإذاعة فضَّل "ديميريل" الاستقالة على المقاومة، وتحولت تركيا بعدها إلى نظام ما عرف بالثاني عشر من مارس.
وكان قادة الجيش يقومون بإعطاء الأوامر من خلف الكواليس، فقاموا في 19 مارس باختيار نهات إريم لقيادة الحكومة، وهو الأمر الذى قبل به عصمت إينونو، رئيس حزب الشعب، بينما رفضه بولنت أجاويد، الأمين العام للحزب، فاندلعت موجة جديدة من العمليات المسلحة قادها ما يُعرف بـ"جيش التحرير التركي"، وفي 27 أبريل، أُعلنت الأحكام العرفية وتولى فريت ميلين رئاسة الوزراء في أبريل 1972، وأحدث تغييرا بسيطا، وتبعه بعد عام نعيم تالو، الذي كانت وظيفته الرئيسية قيادة البلاد للانتخابات.
- انقلاب كنعان إيفرين عام 1980
في أعقاب هزيمة حزب الشعب لصالح حزب العدالة، دبَّر الجنرال كنعان إيفرين انقلابا جديدا في سبتمبر عام 1980 فعلَّق الدستور وتم إعلان الأحكام العرفية وحظر جميع الأحزاب وحلّها، وإصدار دستور جديد عام 1982 الذي وسّع من سلطات رئيس الجمهورية ويعتبر هذا الدستور أكثر الدساتير في تاريخ تركيا توسيعا للنفوذ العسكري، حيث نص على إنشاء مجلس الأمن القومي التركي بعضوية عدد من المدنيين وأغلبية عسكريين.
جاءت فاتورة انقلاب 1980 باهظة جدا ودموية، حيث كانت محصّلتها: 650 ألف معتقل، وأحكام بالإعدام على 517 شخصا، وإعدام 50، وفصل 30 ألفا من أعمالهم، وتجريد 14 ألف شخص من الجنسية التركية وترحيل 30 ألفا آخرين، ووفاة المئات في ظروف غامضة وتحت التعذيب وحبس عشرات الصحفيين ومنع أكثر من 900 فيلم.
- الانقلاب الأبيض على حكومة نجم الدين أربكان عام 1997
بعد وفاة تورغوت أوزال عام 1993 في ظروف غامضة، وصل حزب الرفاة وحليفه "الطريق القويم" إلى السلطة ليصبح الزعيم الإسلامي نجم الدين أربكان رئيسا للوزراء -أول رجل ذي توجه إسلامي صريح يصل إلى السلطة- وهو الأمر الذي أغضب العلمانيين ودعاهم إلى تحريك الأذرع العسكرية ضد الحكومة المنتخبة.
وفي 28 فبراير 1997 اجتمع مجلس الأمن القومي وقرّر أنه يجب وقف تجربة أربكان الآن وليس غدا عبر انقلاب لا تتدخل فيه الدبابات، وطلب منه التوقيع على مجموعة من الطلبات (18 طلبا) التي رأى قيادات الجيش أنها يجب أن تتم من أجل المحافظة على النظام العلماني في تركيا الذي يحاول أربكان أن يغيره، كان الحوار واضحا وصريحا إما أن تقبل بهذه القرارات وتوقع عليها وإما أن ترحل، ورغم قبول أربكان بطلبات العسكر وأغلبها قرارات تتعلق بتقييد التعليم الديني وإغلاق مدارس القرآن الكريم، إلا أن هذا الأمر لم يفعل شيئا سوى أن يؤجل الانقلاب لثلاثة أشهر أخرى فقط.
وتم حظر حزب الرفاة بحكم قضائي وفقا لقانون 1982 بتهمة السعي لتطبيق الشريعة وإقامة النظام الرجعي، وتم إيداع أربكان في السجن مع مجموعة من قادة حزبه منهم رجب طيب أردوغان، وحرمان بعضهم من العمل السياسي لمدة 5-10 سنوات.
- محاولة انقلاب 2013
شهدت تركيا في عام 2013، وقبل تولي أردوغان رئاسة الحكومة، محاولة انقلاب كلّفت خزينة الدولة 120 مليار دولار، وتمت السيطرة عليها، وبعد تولّي أردوغان رئاسة الجمهورية اتخذ إجراءات لإحباط أي محاولة انقلاب على الحكم.
المحاولة الانقلابية التركية في 15 يوليو 2016
هي محاولةانقلاب عسكري فاشلة لمجموعة من ضباط القوات المسلحة التركية حسب تأكيد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم.[19]، وكان قد دبرها فصيل داخل القوات المسلحة التركية،[20] وأعلن مدبرو الانقلاب إنشاء مجلس السلم من أجل أن تكون الهيئة الحاكمة في البلد.[21] من خلال بيان بث بعد سيطرتهم على قناة تي آر تي الرسمية التركية والذي تضمن خلاله حظر التجول في أنحاء البلاد وإغلاق المطارات،[22] وحسب المصادر العسكرية التركية فان قائدي القوات الجوية والبرية هما من نفذا الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وأن محرم كوسا وهو المستشار القانوني لرئيس الاركان هو من خطط للانقلاب.[23]
هي محاولةانقلاب عسكري فاشلة لمجموعة من ضباط القوات المسلحة التركية حسب تأكيد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم.[19]، وكان قد دبرها فصيل داخل القوات المسلحة التركية،[20] وأعلن مدبرو الانقلاب إنشاء مجلس السلم من أجل أن تكون الهيئة الحاكمة في البلد.[21] من خلال بيان بث بعد سيطرتهم على قناة تي آر تي الرسمية التركية والذي تضمن خلاله حظر التجول في أنحاء البلاد وإغلاق المطارات،[22] وحسب المصادر العسكرية التركية فان قائدي القوات الجوية والبرية هما من نفذا الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وأن محرم كوسا وهو المستشار القانوني لرئيس الاركان هو من خطط للانقلاب.[23]
لقد دعى الرئيس أردوغان في حديث له عبر مواقع التواصل الاجتماعي الناس للنزول إلى الشوارع لصد محاولة الانقلاب.[24]ووفقا لوكالة أنباء دوغان فإن قسما من الجنود أطلقوا النار على مجموعة من الأشخاص حاولوا عبور جسر البوسفور احتجاجا على محاولة الانقلاب مما أسفر عن وقوع إصابات،[25] في حين سمع دوي طلقات نارية قرب المطارات الرئيسية في أنقرة واسطنبول.[25] وفي مدينة أنقرة قصفت مروحية تابعة للانقلابيين مبنى البرلمان التركي.[26]
في صباح السبت كان أردوغان قد وصل إلى مطار إسطنبولالدولي وسط ترحيب شعبي وأعلن عن إنهاء محاولة الانقلاب وتحدث بأن المتورطين سيعاقَبون
بغض النظر عن المؤسسات التي ينتمون إليها.[27] وشهدت المدن التركية مظاهرات حاشدة دعما للحكومة الشرعية وللرئيس رجب طيب أردوغان، ورفضا لمحاولة الانقلاب [28] وحسب مواقع تركية فقد تم عزل 34 من قيادات الجيش التركي بينهم 5 جنرالات واعتقل 754 عسكرياً لهم علاقة بمحاولة الانقلاب.[29] وقتل نحو ستين شخصاً وعشرات الجرحى وحسب النائب العام فإن 42 قتيلا سقطوا في أنقرة بينهم 12 شرطيا.[30]
لاقت محاولة الانقلاب رفضاً من قيادات حزبية وعسكرية وبرلمانية تركية وكذلك رفض قائد القوات البحرية التركية الأميرال بوسطان أوغلو وزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كليجدار أوغلو الذي قال بأن "تركيا عانت من الانقلابات، وأننا سندافع عن الديمقراطية"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق