المنشأ والتاريخ
الكينوا نبتة أنديزية نشأت أصلاً في المنطقة المحيطة ببحيرة تيتيكاكا في بيرو وبوليفيا. وكانت الكينوا قد زُرعت واستُخدمت من جانب حضارات ما قبل كولومبوس واستُبدلت بالحبوب عند وصول الإسبان الى تلك المنطقة، وذلك على الرغم من أنها كانت غذاءً محلياً أساسياً في ذلك الحين.
وتشير الدلائل التاريخية الموجودة حالياً الى ان الكينوا استُخدمت قبل السيد المسيح بنحو 3000 الى 5000 سنة. كما أن هناك اكتشافات آثارية للكينوا في قبور في تاراباكا وكالاما وأريكا في شيلي ومناطق مختلفة من بيرو.
غير أن الكينوا كانت قد تطورت جيداً من ناحية تكنولوجية عند وصول الأسبان، وكانت واسعة التوزع داخل أراضي الإنكا وما وراءها. وكان أول شخص إسباني لاحظ زراعة الكينوا بيدرو دي فالديفا الذي سجّل، عندما شاهد المحاصيل المزروعة حول كونسيبسيون، قيام الهنود الوطنيين ببذر الكينوا أيضاً ضمن نباتات أخرى من أجل الغذاء.
كما يصف غارسيلاسو دي لا فيغا الكينوا في مذكراته الملكية بأنها واحدة من الحبوب التي تأتي في المرتبة الثانية بين الحبوب التي تزرع على وجه الأرض، وهي تشبه الدُخن أو الأرز قصير الحبة الى حد ما. كما يذكر أول شحنة بذور كينوا نقلت الى أوروبا، والتي كانت ميّتة عند وصولها وغير قادرة على الإنبات، ربما بسبب الرطوبة العالية أثناء رحلتها البحرية.
وبعد ذلك، أخبر سيزا دي ليون (1560) في تقرير له أن الكينوا كانت مزروعة في مرتفعات باستو وكويتو، ذاكراً أن قليلاً من الذرة وكميات وفيرة من الكينوا كانت مزروعة في هذه الأراضي الباردة. كذلك يذكر باتينو (1964) في تأريخه للأحداث بشأن لا باز حديثاً عن استخدام الكينوا كمصدر للغذاء لدى الشعوب الأصلية وأخيراً يقول هامبولدت عند حديثه عن زيارته الى كولومبيا أن الكينوا كانت دوماً ترافق أهالي كونديناماركا وتتبعهم أينما ذهبوا.
التدجين
من المحتمل أن تكون الكينوا البرية قبل تدجينها قد استخدمت بصورة رئيسية كمصدر غذاء من أوراقها وبذورها. فهناك أدلة مبكرة على مورفولوجيا الكينوا موجودة على خزفيات من ثقافة تياهواناكو، هي عبارة عن صورة لنبتة كينوا تحمل عدة عناقيد زهرية متفرعة على امتداد ساقها، ما يمكن أن يشير الى سلالة كينوا أكثر بدائية.
ويشير التباين الوراثي للكينوا إلى أنها نوع من أنواع العصر الحديث اللاحق، له مركز نشأة واسع التوزّع ومتعدد التنوع. غير أن منطقة جبال الأنديز، وعلى وجه التحديد شواطئ بحيرة تيتيكاكا، تضم أكبر تشكيلة من الكينوا وتنوعها الوراثي.
لقد مرّت الكينوا بمجموعة عريضة من التغيرات المورفولوجية أثناء تدجينها وكنتيجة للنشاط البشري. وتشمل هذه التغيرات: نَوْرة أكثر اندماجاً على طرف النبتة، وزيادة في حجم الساق والبذرة، وفقد آليات نشر البذور، وارتفاع مستويات التصبُّغ فيها.
ولاشك أن شعوب جبال الأنديز قامت خلال التدجين باختيار التركيبات الوراثية تبعاً للاستخدام وتحمّل العوامل غير المواتية الحيوية منها وغير الحيوية، ما أدى الى وجود النباتات والأشكال البيئية الحالية بخواصها المختلفة، مثل "شُلبي" للشوربات و"باسانكالا" للتحميص و"كويتوس" للدقيق و"رِيَلز" للبيسارا أو الحبوب و"يوتوسايا" لمقاومة الملوحة و"ويتولاس" و"أشاشينوس" لمقاومة البرد و"كانكولاس" لمقاومة الجفاف و"كويلاس" أو البذرة الصفراء للغلّة العالية و"شيويكاس" لمقاومة الرطوبة المفرطة و"أياراس" للقيمة التغذوية (معدل توازن عالي بين الأحماض الأمينية الأساسية والبروتينات) و"راتوكويس" للنمو المبكر.
التوزيع والإنتاج
الكينوا نبات متوطّن في جميع بلدان جبال الأنديز، من كولومبيا (باستو) الى شمالي الأرجنتين (جوجوي و سالتا) وجنوبي شيلي.
وتفيد قاعدة البيانات الإحصائية لدى المنظمة أن المساحة المزروعة والانتاج الإجمالي من الكينوا في البلدان المنتجة الرئيسية وهي بوليفيا وبيرو والإكوادور خلال الفترة 1992- 2010 قد زادت الى الضعفين والى ثلاثة أضعاف على التوالي.
لا توجد ثمة أرقام دقيقة رسمية من الأرجنتين أو شيلي عن المساحة المزروعة بالكينوا وإنتاجها. ولكن من المعروف أن الانتاج يتركز في مقاطعة جوجوي بالأرجنتين وفي مرتفعات شيلي الشمالية، وذلك على الرغم من أن منطقة وسط شيلي الجنوبي هي التي توجد بها أصناف مستوى سطح البحر التي تعدّ مهمة لتوسيع زراعة الكينوا الى أجزاء أخرى من العالم بالنظر لكونها أصناف حسّاسة لخاصية الاستجابة لاختلاف فترة الضوء.
ومع ذلك فان زراعة الكينوا آخذة في الانتشار، حيث باتت توجد الآن في ما يزيد على 70 بلداً. ففي 2002 تم تسجيل نحو 80000 هكتار مزروعة بالكينوا، معظمها في منطقة جبال الأنديز. وأكبر البلدان المنتجة في العالم هي بوليفيا وبيرو والولايات المتحدة. لكن أكبر البلدان المنتجة للكينوا في جبال الأنديز والعالم هي بيرو وبوليفيا. فقد استحوذ هذان البلدان في 2008 على 92% من الانتاج العالمي للكينوا. ويلي البلدين الولايات المتحدة والإكوادور والأرجنتين وكندا التي تمثل نحو 8% من الانتاج العالمي. وقد بلغ انتاج منطقة جبال الأنديز في السنوات الأخيرة (2009) نحو 70000 طن.
ولقد اجتازت زراعة الكينوا حدود القارات حتى وصلت الى فرنسا وإنجلترا والسويد والدنمارك وهولندا وإيطاليا. وفي الولايات المتحدة تزرع الكينوا في ولايتي كولورادو ونيفادا، أما في كندا فهي تزرع في مروج أونتاريو الطبيعية. كذلك تم
تسجيل غلال بذور عالية في كينيا (4 طن/هكتار) كما يمكن أن تنجح زراعة هذا المحصول ويطرح غلة عالية في جبال الهملايا وسهول الهند الشمالية.
مجموعات الأصناف حسب مناطق التكيّف البيئي
يمكن تقسيم الكينوا الى خمس مجموعات رئيسية بحسب مناطق تكيُّفها البيئي:
كينوا الوديان الجافة (جونين) والوديان الرطبة (كاخاماركا)
إن بالإمكان التمييز في كينوا الوديان بين تلك التي تزرع في وديان جبال الأنديز على الري، وذلك كما يحدث في أوروبامبا (بيرو) وكوشابامبا (بوليفيا) وبين التي تزرع إعتماداً على مياه الأمطار كما في هواراز وفالي ديل مانتارو وأياكوشو وألبانكي (بيرو). حيث يصل ارتفاع الأولى الى ثلاثة أمتار.
كذلك هناك تأثير التساقط الأكثر في شمالي بيرو، والذي يمتد الى الإكوادور وجنوبي كولومبيا. ففي منطقة نارينو بكولومبيا يوجد شكل بيئي ذو فروع كثيرة وأوراق خضراء فاتحة وحبوب حلوة شديدة البياض، ما أدى الى ظهور صنف نارينو الذي يزرع حالياً في بيرو.
كينوا الألتيبلانو (بيضاء حول بحيرة تيتيكاكا وملوّنة في منطقة سوني الزراعية البيئية)
يجري إنتاج كينوا الألتيبلانو أيضاً في ظل ظروف متفاوتة: تساقط متدني ودرجات حرارة ملائمة حول بحيرة تيتيكاكا، وفي المناطق الواقعة بجانب البحيرات وفي الأفلاج القريبة من الأنهار حيث منشأ الأصناف كانكولا وبلانكا دي جولي وتاهواكو. أما الأصناف التي تتكيف مع مناطق الهضاب الواقعة على ارتفاع 3900 متر فوق سطح البحر فهي أصناف شيويكا وتويكو وواريبونشو وشُلبي وويتولا، التي تتميز بعناقيدها الزهرية المتفرعة الملونة والقدرة على مقاومة درجات الحرارة المنخفضة.
كينوا السهول المالحة (جنوبي بوليفيا)
تتمتع أصناف الكينوا ضمن مجموعة السهول المالحة في جنوبي بوليفيا بالقدرة على تحمّل الظروف الصحراوية شديدة الجفاف. ويعزى تطورها الأولي الى قدرتها على استخدام الرطوبة الموجودة في الحفر التي صنعت للبذر. وتتّبع زراعة الكينوا في هذه المنطقة نظام انتاج خاص جداً حيث تترك الأرض دون فلاحة لمدة أربعة الى ثمانية أعوام بعد الحصاد. وقد تم تقصير هذه المدة في الوقت الحاضر لأنها تخلق آثاراً سلبية جراء استنفاد خصوبة التربة.
كينوا مستوى سطح البحر (شيلي)
تتميز كينوا مستوى سطح البحر بتكيف أفضل مع الأحوال الرطبة ذات درجات الحراة الأكثر انتظاماً. وهي توجد بصورة رئيسية في المرتفعات التي تقع جنوب الخط 30 درجة جنوباً (كونسيبسيون وفالديفيا في شيلي).
كينوا منطقة يونغا الزراعية البيئية والمناطق شبه الإستوائية (بوليفيا)
وأخيراً ثمة مجموعة صغيرة جداً تكيّفت مع ظروف المنطقة الزراعية البيئية في يونغا ببوليفيا، على ارتفاعات تتراوح بين 1500 و 2000 متر فوق سطح البحر. وهي تمتاز بساقها ذات اللون البرتقالي عند النضج ويتيح لها تكيفها مع المناخات شبه الإستوائية أن تتكيف مع التساقط والحرارة العاليين. ولم يزرع منها سوى مجموعة واحدة في بوليفيا وقد نمت عينات من هذه المجموعة بصورة مرضية في كايرا وكاسكو على ارتفاع 3- 300 متر فوق سطح البحر، وأظهرت فترة خضرية طويلة تزيد على 200 يوم.
إستخدامات الكينوا
الاستخدامات الرئيسية المعروفة للكينوا هي:
التغذية البشرية
يأكل بنو البشر الحبوب، والأوراق الطرية حتى بداية العنقود الزهري المتفرّع (يصل محتواها من البروتين 33.3 في المائة للمادة الجافة)، وفي أحيان أقل يأكلون كذلك العناقيد الزهرية المتفرعة. فالقيمة الغذائية للكينوا عالية بالنظر الى ارتفاع محتواها البروتيني وجودته، وذلك بسبب وجود الأحماض الأمينية الأساسية فيها. ويمكن ضمّ الكينوا الى البقوليات والحبوب.
تمتاز الكينوا بأنها أكثر حبوب منطقة جبال الأنديز في تعدد الاستعمالات للاستهلاك البشري: فهي تستخدم كحبوب كاملة، ودقيق خام أو محمّص، ورقائق، كما يمكن تحضير السَّميد والمسحوق سريع الذوبان منها بطرق مختلفة كثيرة، وذلك لانتاج مجموعة واسعة من الوصفات التقليدية والمبتكرة.
الاستخدامات الجديدة والمبتكرة في الصناعات الغذائية
يمكن ضمّ الكينوا الى بقولياتٍ منها الفول والفاصوليا والتارْوي (tarwi) بغية تحسين الجودة التغذوية، خصوصاً وجبات الإفطار المدرسية للرضَّع والأطفال. كذلك توجد أغذية مجهَّزة وشبه مجهَّزة في الأسواق، لكنها في العموم أغلى سعراً ولا تقدر غالبية السكان على شرائها.
وتضم هذه الأغذية المجهَّزة وشبه المجهَّزة "حبوباً" جاهزة للأكل، ويتم استهلاكها على وجبة الإفطار. وهي تضم حبوباً منفوخة وحُبيبية ومرقَّقة ومفتَّتة وساخنة يضاف اليها سائل ساخن قبل الاستهلاك. كما يوجد أغذية أطفال معادة التركيب أيضاً.
وبصورة عامة، في الإمكان صنع جميع منتجات صناعات الدقيق من حبوب الكينوا الكاملة ودقيقها. وقد أثبتت التجارب التي اجريت في منطقة جبال الأنديز وغيرها جدوى إضافة 10 و 15 و 20 وحتى 40% من دقيق الكينوا الى الخبز، و 40% الى شرائط المعكرونة، وما يصل الى 60% في الكعكات الإسفنجية، وما يصل الى 70% في البسكويت. وتتمثل الميزة الرئيسية لاستخدام الكينوا كإضافة غذائية الى الدقيق في أنها تساعد في تلبية الطلب العالمي المتصاعد على المنتجات الخالية من الغلوتِن.
ثمة حاجة ماسة الى أغذية عالية الجودة ذات محتوى مرتفع من البروتين في الوقت الحاضر. والبروتين يتركز في جنين بذور الكينوا ويشكل 45% منها. حيث يمكن فصل الجنين عن باقي مكونات البذرة وإضافته على شكل مركّز بصورة مباشرة الى أغذية الأطفال، من أجل مساعدة الأطفال المصابين بنقص التغذية في استرداد عافيتهم سريعاً، أو يمكن إضافتها الى مجموعة عريضة من الأطباق للبالغين الذين يحتاجون الى مساعدة تغذوية مثل النساء الحوامل.
أعلاف الحيوانات
تُستخدم النبتة كلها كعلف أخضر. كما يتم استخدام مخلفات الحصاد لتغذية الأبقار والضأن والخنازير والخيول والطيور الداجنة.
الاستخدامات الدوائية
تُستخدم أوراق الكينوا وساقها وحبوبها لأغراض دوائية: مداواة الجروح والحد من التورّم وتخفيف الألم (آلام الأسنان) وتطهير مجرى البول. كما تُستخدم في تجبير العظام ومعالجة النزيف الداخلي وكطاردات للحشرات.
الاستخدامات الصناعية الأخرى
إن في مقدور الكينوا انتاج طائفة واسعة من المنتجات الثانوية للاستخدام في مجالات الغذاء والتجميل والصيدلة، بالاضافة الى استخداماتٍ أخرى كما يبين الشكل أدناه.
يتمتع نشا الكينوا بثباتٍ ممتاز في ظروف التجمُّد والذوبان وفي التراجع. ولذلك يمكن أن يشكل بديلاً جيداً لأنواع النشا المحوَّرة كيماوياً. كما يتمتع بإمكانات خاصة للاستخدام في المجالات الصناعية بسبب صغر حجم حبيباته، وذلك في انتاج الهباء الجوي والمواد المهروسة وورق النسخ الذاتي و أطباق الحلويات ومواد مثبِّتة للقوام في الصناعات البلاستيكية وأنواع البودرة ومساحيق الطباعة بالأوفسيت، على سبيل المثال.
كذلك يمكن استخدام الصابونين المستخلص من الكينوا المرَّة في الصناعات الصيدلية، ما يعدّ ميزة مهمة، ذلك لأن في مقدوره إحداث تغييرات في المنفذية الداخلية ما يمكن أن يكون مفيداً لامتصاص أدوية معينة، وكذلك في معالجة آثار انخفاض مستويات الكوليسترول الشديد. كما يمكن استخدام الصابونين كمضاد حيوي ولمكافحة الفطريات، وذلك كشواهد على خواصه الصيدلية الكثيرة.
ونظراً لاختلاف سُمّية الصابونين تبعاً للكائن العضوي، تم إجراء دراسة على استخدامه كمبيد حشري طبيعي قوي ذي تأثيرات سلبية على الانسان والحيوان، ما يشير الى وجود إمكانات لاستخدامه في برامج المكافحة المتكاملة للآفات. كما أثبتت تجارب أجريت في بوليفيا على نجاح استخدامه كمبيد بيولوجي للحشرات.
القيمة التغذوية
تشكل الكينوا بالنسبة إلى البعض غذاء جديداً ومغذياً أصبح متاحاً في الآونة الأخيرة في المحال الكبرى المحلية أو في مطاعمهم المفضلة كبديل عن عدد كبير من الحبوب المستهلكة في العادة. ومع أنّ هذا قد يصحّ في العديد من مناطق العالم، كانت الكينوا محصولاً غذائياً هاماً لدى الحضارات الكولومبية في أمريكا اللاتينية ولا تزال كذلك لشعبي كيشوا وأيمارا في المناطق الريفية في منطقة الأنديز في أمريكا الجنوبية1 وتسمى الكينوا بلغة كيشوا chisiya أي ما معناه "الحبّة الأمّ".2
وتمتاز الكينوا بكونها من البذور التي تؤكل على غرار الحبوب. وغالباً ما يتمّ طهيها وإضافتها إلى الحساء أو تُطحن للحصول على دقيق يُستخدم لصنع الخبز أو الشراب أو المساحيق. أما من الناحية الغذائية، فالكينوا شبيهة من حيث الطاقة بالأغذية المماثلة لها كالفاصوليا والذرة والأرز والقمح كما يرد في الجدول 1. وبالإضافة إلى ذلك، تشتهر الكينوا في أنها مصدر جيّد للعديد من المغذيات، ومن المهمّ تناولها كجزء من وجبة متوازنة إلى جانب العديد من أنواع الطعام الأخرى للحصول على تغذية جيدة بشكل عام.
البروتينات
تعتمد كمية البروتينات في الكينوا على نوعها وتتراوح بين 10.4 و17.0 في المائة من الجزء الصالح للأكل3. ومع أن كمية البروتينات أكبر عادة في الكينوا منها في معظم الحبوب، إلا أنها أفضل من سواها من حيث نوعية البروتينات4. وتتكون البروتينات من الأحماض الأمينية التي تُعتبر ثمانية منها أساسية للأطفال وللكبار على حد سواء. وكما يظهر في الجدول 2، تتخطى الكينوا كمية الأحماض الأمينية الأساسية التي توصي بها الفاو للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و10 سنوات، وذلك بالنسبة إلى الأحماض الأمينية الأساسية الثمانية. وغالبية الحبوب، على عكس الكينوا تحتوي على كمية متدنية من حمض ليزين الأميني الأساسي، في حين أنّ معظم البقول تحتوي على كمية متدنية من حمضي ميثيونين وسيستيين من أحماض الكبريتيك الأمينية5.
الألياف الغذائية
أفادت دراسة أجريت أخيراً لأربعة أنواع من الكينوا أنّ الألياف الغذائية في الكينوا النيئة تتراوح بين 13.6 و16.0 غرام تقريباً لكل 100 غرام من الوزن الجاف. ومعظم الألياف الغذائية غير قابل للذوبان وهي تتراوح بين 12.0 و14.4 غرام مقابل 1.4 و1.6 غرام من الألياف القابلة للذوبان لكل 100 غرام من الوزن الجاف. وكما بالنسبة إلى القيمة الإجمالية للبروتينات في الكينوا، كذلك بالنسبة إلى قيمة أليافها الغذائية الأعلى عادة من قيمتها في معظم الحبوب وإن كانت أقلّ منها في البقول. والألياف الغذائية هي الجزء غير القابل للهضم من الأغذية النباتية وهي هامة لعملية الهضم الجيدة وللوقاية من الإمساك.
الدهون
تحتوي الكينوا، كما يظهر في الجدول 1، على قدر أكبر من الدهون (6.3 غرام) لكل 100 غرام من الوزن الجاف مقارنة مع الفاصوليا (1.1 غرام) والذرة (4.7 غرام) والأرزّ (2.2 غرام) والقمح (2.3 غرام). وتشكل الدهون مصدراً هاماً للسعرات الحرارية وتساعد في امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون. وإنّ أكثر من 50 في المائة من محتوى الكينوا الإجمالي من الدهون مصدره حمضا اللينوليك (أوميغا-6) واللينولينيك (أوميغا-3) من الأحماض الدهنية الأساسية غير المشبعة المتعددة3. ويُعتبر حمضا اللينوليك واللينولينيك حمضين دهنيين أساسيين لعدم قدرة جسم الإنسان على إنتاجهما. وقد تبيّن أنّ الأحماض الدهنية في الكينوا تحافظ على نوعيتها بسبب محتوى الكينوا العالي طبيعياً على فيتامين هاء الذي يُعتبر مضاداً طبيعياً للتأكسد7
المواد المعدنية
تُعتبر الكينوا بالإجمال مصدراً للمواد المعدنية أفضل من معظم الحبوب كما هو مبيّن في الجدول 3. وتشكل الكينوا بشكل خاص مصدراً جيداً للحديد والمغنيسيوم والزنك قياساً بالمتناول اليومي من المواد المعدنية الموصى بها. وغالباً ما يشكل نقص الحديد أكثر حالات النقص في المغذيات شيوعاً. غير أنّ الكينوا، كجميع الأغذية النباتية، تحتوي على بعض المكونات غير المغذية التي من شأنها أن تقلّص محتواها من المواد المعدنية وأن تحدّ من امتصاصها. ولعلّ أبرزها مكونات السابونين الموجودة في الغلاف الخارجي لبذور الكينوا والتي تُنزع في العادة أثناء تجهيز الكينوا للتخلّص من طعمها المرّ. وتحتوي الكينوا أيضاً على كمية عالية من الأوكسالات التي قد ترتبط بالمواد المعدنية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم وتحدّ بالتالي من قدر الجسم على امتصاصها.8
الفيتامينات
وتعدّ الكينوا كذلك مصدراً جيداً لفيتامينات B الريبوفلافين وحمض الفوليك مقارنةً بالحبوب الأخرى، وتماثلها في كميات الثّيامين، لكنها أقل منها من حيث كميات النّياسين في المتوسط حسبما يظهر في الجدول 4. كما تحتوي الكينوا على كميات ملموسة من فيتامين E، بالرغم من أن هذه الكمية تنخفض عقب التجهيز والطبخ، (Koziol, 1992). كما ان محتوى الكينوا من الفيتامينات عموماً لا يتأثر جراء نزع الصابونينات منها لأن الفيتامينات لا تتواجد في غلاف بذرة الكينوا (Koziol, 1992).
__________________
معلومات عامة
لماذا السنة الدولية للكينوا؟
أعلنت الأمم المتحدة عام 2013 "السنة الدولية للكينوا" تقديراً منها لشعوب الأنديز الأصلية التي احتفظت بالكينوا وتحكمت فيه وحمته وحافظت عليه غذاء للأجيال الحاضرة والمقبلة، بفضل معارفها التقليدية وممارستها العيش بانسجام مع الطبيعة.
وقد أشارت الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضاً بإعلانها عام 2013 "السنة الدولية للكينوا" إلى القيمة التغذوية للكينوا وقدرته على التكيف مع مختلف الظروف الزراعية الإيكولوجية، إذ وصفه المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة جوزيه غرازيانو دا سيلفا بأنه "حليف في الكفاح ضد الجوع وانعدام الأمن الغذائي"، وذلك لدى الإطلاق الرسمي للسنة الدولية للكينوا في مقر الأمم المتحدة (نيويورك، 20 فبراير/شباط 2013).
ما المتوقع من السنة الدولية للكينوا؟
يتوقع من السنة الدولية للكينوا أن تكون محفزاً يمكّن تبادل المعلومات والبدء في توليد برامج ومشاريع متوسطة وطويلة الأجل للتنمية المستدامة لزراعة الكينوا وطنياً وعالميا.
الهدف هو: تركيز اهتمام العالم على الدور الذي يمكن أن يضطلع به التنوع البيولوجي للكينوا وقيمته الغذائية في توفير الأمن الغذائي والقضاء على الفقر دعماً لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية.
من سيستفيد من السنة الدولية للكينوا ؟
المستفيدون متعددون ومتنوعون. ففي حين أن الهدف الأساسي هو استخدام التنوع البيولوجي للكينوا وقيمته الغذائية في توفير الأمن الغذائي والقضاء على الفقر، إلاّ أن له أيضاً خصائص يمكن أن تفيد القطاع الخاص، مثل الصناعة الغذائية وصناعة مستحضرات التجميل والصناعة الدوائية.
ما هو الكينوا؟
الكينوا مصدر غذاء أساسي للحضارات القديمة في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية يزرع بصورة رئيسية في بلدين من بلاد الأنديز هما بيرو وبوليفيا. وهو يوصف أحيانا بأنه من أشباه الحبوب بسبب مظهره الذي يشبه الحبوب ويوصف أحياناً أخرى بأنه من أشباه البذور الزيتية بسبب ارتفاع محتواه من الدهون*.
التصنيف هو:
المملكة: النبات
الرتبة: كاريوفيلاليس Caryophyllales
العائلة: الأمارانث Amaranthaceae
الفصيلة: الشينوبودياسي Chenopodioideae
الجنس: الشينوبوديوم (رِجل الأوز) Chenopodium
النوع: الشينوبوديوم كينوا وايلد (رِجل الأوز): Chenopodium Quinoa Willd.
ونظراً لقيمته التغذوية العالية، تشير إليه الشعوب الأصلية ويشير إليه الباحثون في كثير من الأحيان على أنه "الحبوب الذهبية لجبال الأنديز".
هل الكينوا نوع من أنواع الحبوب؟
لا، الكينوا ليس من أنواع الحبوب. يوصف أحيانا بأنه من أشباه الحبوب بسبب مظهره الذي يشبه الحبوب وأحياناً أخرى يوصف بأنه من أشباه البذور الزيتية بسبب ارتفاع محتواه من الدهون
ماذا يشبه مذاق الكينوا؟
للكينوا مذاق ناعم جداً، يوصف في كثير من الأحيان بأنه جوزي أو ترابي. ويحتوي الكينوا على الصابونينات، التي تُزال عادة ميكانيكياً منه قبل أن يباع، أما بخلاف ذلك فينبغي شطفه بعناية قبل الطبخ لإزالة مذاقه المر. وللكينوا ملمس يضيف قرمشة لوصفات الأكل كلها تقريبا. ويمكن تصنيف الكينوا إلى نوعين، هما "المر" و"الحلو"، تبعاً لمحتواه من الصابونين، الذي يكون أقل بكثير في الكينوا الحلو.
هل الكينوا هو نفسه الأمارانث؟
على الرغم من أن الأمارانث والكينوا ينتميان إلى العائلة نفسها، ومن أن كليهما في الأصل من منطقة أمريكا اللاتينية، إلاّ أن الأمارانث نوع مختلف من المحاصيل. *
*www.rlc.fao.org/es/agricultura/produ/cdrom/contenido/libro10/home10.htm
لماذا الكينوا - ما هي الخصائص التي تميزه؟
الكينوا معروف بـ:
• قدرته على التكيف مع الظروف المناخية, فمعروف أنه ينمو في درجات حرارة تتراوح من –4 درجات مئوية* إلى 35 درجة مئوية ، ومن مستوى البحر حتى4000 متر ارتفاع.
• قدرته على التحمل. هنالك أصناف تالسهل أن ينمو في ظل ظروف صعبة فهو يتحمل الجفاف ويقاوم الملوحة. وينمو في المرتفعات والمنخفضات ** ، ما يثبت تنوعه كمحصول ذكي مناخياً بالفعل.
• تكاليف إنتاجه منخفضة .
• مراعٍ للبيئة: له قدرتين كبيرتين هما للتكيف مع تقلبات المناخ وعلى استعمال الماء بكفء، وذلك ما يجعله محصولاً ممتازا في مواجهة عوامل ناتجة عن تغيير المناخ***.
• توفر صفاته التغذوية الكينوا غذاء صحياً نظراً لقيمته الغذائية العالية. وما يميز الكينوا من معظم الأغذية النباتية الأخرى، باستثناء البقوليات، هو محتواه نسبة عالية من البروتين ****. يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية جميعها، فهو غني بالمعادن ولديه نسبة عالية من البروتين.
• تقدرهالهيئة الوطنية لإدارة أبحاث الملاحة الجوية والفضاء في أمريكا - (NASA) كمحصول مثالي للرحلات الفضائية المستقبلية الطويلة الأجل عندما تكون هناك حاجة إلى زراعة محاصيل على متن مركبة فضاء.
• إنتاجه المراعي للقيم الأخلاقية: في جبال الأنديز، ما زال الإنتاج قائماً على الأسرة، ومعظمه عضوي، ما يمنحه صورة غذاء رفيع قائم على التجارة العادلة. ويتمتع الكينوا بـ 'صورة صحية': حبوب مكتملة، وخالٍ من الغلوتين، وقائم على التجارة العادلة وعضوي. وقد زاد إنتاجه دخل المزارعين ذوي الدخل المنخفض في مرتفعات الأنديز شبه القاحلة، وخاصة في السنوات القليلة الماضيةالاستهلاك
هل الكينوا طعام مغذٍ؟
نعم. تعدّ الكينوا مادة غذائية مغذّية لأنها مصدر جيد للعديد من المغذّيات، والتي إذا ما جرى استهلاكها مع مواد غذائية أخرى يمكن أن تكون جزءً مهماً من الوجبة المتوازنة. وأكثر ما تشتهر به الكينوا هو محتواها من البروتين. فاذا ما قورنت مع مواد غذائية نباتية أخرى، نجد أن محتواها من البروتين بصورة عامة أعلى من غالبية الحبوب كما هو موضح في الجدول أدناه، وذلك على الرغم من أنها احتواء على البروتين من غالبية البقوليات. كما أن التوازن بين ما تحتويه من الأحماض الأمينية الأساسية أفضل مما هو في المواد الغذائية النباتية الأخرى. وأخيراً، تعتبر الكينوا مصدراً جيداً للطاقة والألياف الغذائية، كما يوجد بها كميات ملموسة من الأملاح المعدنية كالحديد والزنك.
كيف يؤكل الكينوا عادة؟
لحبوب الكينوا استخدامات تقليدية وغير تقليدية على حد سواء، فضلاً عن ابتكارات صناعية ذات قيمة مضافة أصبحت الآن متاحة تجاريا، مثل الحبوب الجاهزة للأكل، أو المعكرونة، أو ألواح الغرانولا، أو أنواع الخبز. ويمكن غلي الحبوب الكاملة وإضافتها إلى غيرها من الأطعمة كجزء من وجبة، في الحساء مثلاً، أو يصنع منها دقيق لتستخدم لصنع أنواع من الخبز أو المشروبات، من بين أنواع أخرى من الأغذية.*
ما هي استخدامات الكينوا الأخرى غير الأكل؟
أعلاف الحيوانات:يمكن أن تستخدم النبتة كلها كعلف أخضر. وتستخدم مخلفات الحصاد لإطعام الماشية والأغنام والخنازير والخيول والدواجن.
الاستخدامات الطبية: تقليدياً، استخدمت الشعوب الأصلية في الأنديز ولا تزال تستخدم أوراق الكينوا وسيقانها وحبوبها للأغراض الطبية: التئام الجروح، وتخفيف التورم، وتهدئة للألم (الأسنان)، وتطهير المسالك البولية. كما أنها تستخدم في تجبير العظام، ومعالجة النزف الداخلي، وكمادة طاردة للحشرات.
الاستخدام التغذوي: يستخدم مركّز بروتين الكينوا الذي من درجة غذاء أو دواء كعنصر في المكملات الغذائية للإنسان أو الحيوان.
الاستخدام الدوائي: لدى الصابونين المستخرج من الكينوا المرة خصائص يمكن أن تُحدث تغييرات في نفاذية الأمعاء وتساعد في امتصاص أدوية معينة.
الاستخدامات الصناعية: يثبت نشا الكينوا بشكل ممتاز في ظروف التجمد-الذوبان، ويمكن أن يوفر بديلاً للنشويات المعدلة كيميائيا* . ولنشا الكينوا إمكانيات استخدام صناعي خاصة بسبب صغر حجم حبوبه، فيمكن على سبيل المثال أن يستخدم في صنع الرذاذ (الأيروسول) والعجائن وورق النسخ والحلوى والسواغات في صناعة البلاستيك وأنواع التالك والمساحيق المستخدمة في الطباعة.
وبالإضافة إلى الاستخدام الصناعي لحبوب الكينوا، يمكن للصابونينات المستخرجة من قشرة الكينوا المر أن تستخدم بأشكال مختلفة مفيدة. فهي تشكّل رغوة في المحاليل المائية، ولذا يمكن استعمالها في المنظفات أو معجون الأسنان أو الشامبو أو الصابون** . وقد تبين أيضاً من خلال تجربة ناجحة أجريت في بوليفيا أنه يمكن استخدام الصابونين كمبيد آفات حيوي.
الانتاج
متى وأين بدأ المزارعون الأوائل زراعة الكينوا؟
تشير الأدلة التاريخية الموجودة إلى أن تدجين شعوب أمريكا للكينوا حدث بين 3 آلاف إلى 5 آلاف سنة قبل الميلاد. وهناك اكتشافات أثرية للكينوا في مقابر تاراباكا وكالاما وأريكا في شيلي، وفي مناطق مختلفة من بيرو *. وطُور الكينوا وزُرع على نطاق واسع في منطقة الأنديز، إلى أن حلت محلها محاصيل الحبوب الأخرى التي كان الإسبان يفضلونها بعد وصولهم إلى منطقة الأنديز.
أين يزرع الكينوا اليوم؟
يبين الشكل 1 التوزيع الجغرافي لإنتاج الكينوا في العالم. ينتج معظم الكينوا في بوليفيا وبيرو وإكوادور، ويمتد إنتاجه من خط عرض 5 درجات شمالاً إلى خط عرض 43 درجة جنوبا. وتمتد نطاقات توزيعه على خطوط الارتفاع من مستوى سطح البحر إلى 000 4 متر فوق مستوى سطح البحر، حيث يوجد أكبر تنوع وراثي له في منطقة الألتبلانو (الهضاب المرتفعة) في بوليفيا وبيرو. وقدرة الأصناف المختلفة على النمو على ارتفاعات ومناطق مناخية مختلفة هي ما يمكنه أن يلعب دوراً كبيراً في تحسين الأمن الغذائي.
وقد أدت قدرة الأصناف المختلفة للكينوا على التكيف في مناطق متنوعة إلى إجراء تجارب في بلدان مختلفة في أفريقيا، وآسيا، وأوروبا، وأمريكا الشمالية. وقد نجحت زراعته حتى الآن في بلدان مثل الولايات المتحدة، والمغرب، وكينيا، والهند، على سبيل المثال لا الحصر، ويؤمل في نهاية المطاف أن ينتج فيها تجارياً على نطاق واسع.
مقدار ما ينتج من الكينوا في العالم؟
حتى عام 2008، كانت بيرو وبوليفيا تنتجان 92 في المائة من الكينوا المنتجة في العالم * . وتبين أرقام منظمة الأغذية والزراعة الأخيرة الخاصة بعام 2011 أن بيرو أنتجت حوالي 41 ألف طن متري، وأن بوليفيا أنتجت 38 ألف طن متري. وفي حين لا يزال هذان البلدان هما المنتجين الرئيسيين للكينوا، تنتج الولايات المتحدة وإكوادور وكندا الغالبية العظمى منه خارجهما.
وفيما يلي رسم بياني لإنتاج الكينوا في منطقة جبال الأنديز وفقا لقاعدة بيانات منظمة الأغذية والزراعة (2013).
كمية الأراضي المستخدمة لزراعة الكينوا؟
ما هي أصناف الكينوا الموجودة؟
هناك أكثر من ثلاثة آلاف صنف من الكينوا المزروعة والبرية يمكن تصنيفها في خمس فئات أساسية وفقا لتكيفها مع الظروف الإيكولوجية الزراعية في مناطق الإنتاج الرئيسية*:
• الكينوا من الوديان. هناك نوعان فرعيان: من الوديان الجافة (مثل جونين، بيرو) ومن الوديان الرطبة على ارتفاع 300 2 متر و500 3 متر فوق مستوى سطح البحر، حيث يتراوح معدل هطول الأمطار السنوي من 700 إلى 500 1 ملم ويبلغ متوسط الحد الأدنى لدرجة الحرارة 3 درجات مئوية.
• الكينوا من المرتفعات, على ارتفاع يقرب من 000 3 متر، حيث يتراوح معدل هطول الأمطار من 400 إلى 800 ملم في السنة، ويبلغ متوسط الحد الأدنى لدرجة الحرارة 0 درجة مئوية.
• الكينوا من المسطحات الملحية على ارتفاع يقرب من 000 3 متر، حيث يتراوح معدل هطول الأمطار من 250 إلى 400 ملم في السنة، ويبلغ متوسط الحد الأدنى لدرجة الحرارة -1 درجة مئوية.
• الكينوا من مستوى سطح البحر من سطح البحر إلى ارتفاع 500 متر، حيث يتراوح معدل هطول الأمطار من 800 إلى 500 1 ملم في السنة ويبلغ متوسط الحد الأدنى لدرجة الحرارة 5 درجات مئوية.
• الكينوا من المناطق شبه الاستوائيةعلى ارتفاع 500 1-300 2 متر، حيث يتراوح معدل هطول الأمطار من 000 1 إلى 000 2 ملم في السنة، ويبلغ متوسط الحد الأدنى لدرجة الحرارة 7 درجات مئوية..
ويقوم نوع آخر من التصنيف على مصدر الكينوا والغرض من استخدامه؛ ويمكن تقسيم أصناف الكينوا المزروعة حالياً حسب هذا النوع من التصنيف إلى:
• الكينوا المحسّن أو المتداول تجارياً; الأصناف التي اختيرت أو خضعت لعمليات تحسين وراثي في محطات تجريبية.
• أصناف الكينوا الأصلية; التي اختارها المزارعون أنفسهم أو المجتمعات المحلية أو السكان الأصليون، وهذه بدورها يمكن تصنيفها إلى:
• الكينوا ذو الحبوب الصغيرة؛
• الكينوا الحلو، الذي يكون محتوى الصابونين فيه مخفضا؛
• الكينوا المر، الذي يكون محتوى الصابونين فيه مرتفعا.
أي نوع من الكينوا هو الأفضل للزراعة؟
لتحديد أفضل صنف أو نوع إيكولوجي للزراعة في منطقة معينة، من الضروري إجراء اختبارات تحقق أو تجارب، من خلال برامج رسمية للبحوث الزراعية قبل القيام بزراعته على نطاق تجاري.
وتحقيقا لهذه الغاية، ينبغي اختبار العديد من الأصناف الممكنة، خصوصاً تلك التي أظهرت أداءً جيداً في مناطق أخرى ذات ظروف زراعية إيكولوجية مشابهة. وقد تستغرق التجارب 3 سنوات أو 3 دورات إنتاج على الأقل للتوصل إلى نتائج موثوقة. ويمكن أن يكون الاختبار مفيداً أيضاً لضبط تكنولوجيا الإنتاج بحيث تتوافق مع الظروف المحلية.
كم كيلوغراماً من بذور الكينوا يزرع في الهكتار الواحد؟
تستخدم في الزراعة التجارية 8 كغم إلى 12 كغم للهكتار من البذور، إذ يجري معظم الزرع يدويا. وقد يتراوح عدد نباتات الكينوا المرغوب أن تنجم عن هذه الكمية من البذور ما بين 100,000 و160,000 من النباتات/للهكتار. ومن الممكن خفض كمية البذور إلى 1-2 كغم/للهكتار باستخدام أحواض استنبات البذور وزراعة الشتلات.
كم من الوقت يستغرق نمو الكينوا؟
عادة تستغرق الفترة من نثر بذور الكينوا إلى مرحلة الحصاد160-180 يوماً
بأية طريقة يمكن أن تدعم منظمة الأغذية والزراعة طلبات الحصول على مساعدة لبدء زراعة الكينوا؟
إن منظمة الأغذية والزراعة، كونها منظمة تقدم المساعدة التقنية للحكومات، قادرة على دعم زراعة الكينوا من خلال:
• جعل المعلومات التقنية وغيرها من المعلومات المتعلقة بزراعة الكينوا متاحة للجمهور
• تيسير الحوار والاتفاقات بين الجهات الرسمية التي ترغب في بدء تجارب زراعة الكينوا والجهات الرسمية التي قد توفر البذور.
• صياغة وتنفيذ مشاريع التعاون التقني الرامية إلى استحداث وتطوير زراعة الكينوا لمحاربة الجوع، وذلك بالتعاون مع الأطراف المهتمة بذلك.
كيف وأين يمكن شراء البذور لزراعة الكينوا؟
غالباً في البلدان المنتجة. وهناك الإنتاج التجاري للبذور موجّه لتلبية الطلب المحلي. أما التجارة الدولية في بذور الكينوا فغير موجودة عملياً أو غير معروفة.
توصي منظمة الأغذية والزراعة المهتمين بزراعة الكينوا بإجراء دراسات ميدانية، وإجراء بحوث على أصناف الكينوا المختلفة وقدرتها على التكيف قبل إدخال المحصول في بلدان غير أصلية.
للحصول على البذور وإجراء اختبارات تجريبية، تقترح منظمة الأغذية والزراعة وضع برامج تجريبية بالشراكة مع البلدان التي كانت بالفعل ناجحة في زراعة الكينوا، ويمكن أن تشمل هذه البرامج تبادل البذور، وتطويراً متوازياً لبرامج إنتاج المحاصيل وإنتاج بذور من أفضل الأصناف.
يمكن طلب البذور للتجارب من أحد بنوك الأصول الوراثية و/أو مراكز البحوث. ويمكن الحصول على قائمة بهذه المراكز من النظام العالمي للمعلومات والإنذار المبكر الملحق
وينبغي أن يتم تبادل الأصول الوراثية من خلال توقيع الاتفاق الموحد لنقل المواد، وفقا للقواعد بشأن الموارد الوراثية النباتية التي وضعها البلد المزود للبذور. ويمكن تكميل ذلك بتطبيق آليات المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة.
وينبغي أن تلبي شحنات البذور متطلبات الصحة النباتية لبلد المقصد النهائي، وفقا للإجراءات المعمول بها في المعايير الدولية لتدابير الصحة النباتية للاتفاقية الدولية لوقاية النباتات.
هل تؤدي زيادة إنتاج الكينوا إلى آثار بيئية سلبية؟
كما هو الحال مع أي محصول آخر، ينبغي تبني الإنتاج المستدام للكينوا طبقاً لنهج منظمة الأغذية والزراعة للتكثيف المستدام للإنتاج المحصولي*.
تجعل قدرة الكينوا الكبيرة على التكيف مع تقلب المناخ واستخدامه الكفؤ للمياه منه محصولاً بديلاً ممتازاً لمواجهة تغير المناخ. وقد صنّف المعهد الوطني البوليفي للابتكار في مجال الزراعة والحراجة الكينوا من بين البذور الـ 21 الأكثر مقاومة لتغير المناخ، إلى جانب الفاصوليا والذرة والأمارانث والبصل وغيرها.
التجارة
أي نوع من الكينوا هو الأكثر نجاحاً في السوق العالمية؟
النوع الأكثر تصديراً من الكينوا هو المجموعة المسماة بـ "الكينوا الحقيقي"، الذي ينمو في مرتفعات جنوب بوليفيا ويتميز بحبة كبيرة الحجم، قطرها أكبر من 2.2 ملم. ويلاقي الكينوا العضوي، بصرف النظر عن أصنافه، رواجاً كبيراً في الأسواق المتمايزة.
ويفضل عادة في السوق الكينوا الملوّن (الأبيض أو الذي بلون الزبدة)، وخاصة لاستخدامه في الصناعات الغذائية أو الصناعات الزراعية، كما أن الطلب على الكينوا الملون يتزايد أيضا لتطوير إمكانات استخداماته في الأطعمة.
وتوصي منظمة الأغذية والزراعة بالنسبة للإنتاج في المستقبل أن لا يركز المنتجون فقط على المظهر الجمالي لأنواع الكينوا، ولكن أيضا على زيادة إنتاج الكينوا لسماته التغذوية التي تساعد على تحسين التغذية في العالم .
ما هو البلد الذي يصدّر معظم الكينوا؟
بوليفيا هي المُصدّر الرئيسي للكينوا في العالم يليها البيرو والإكوادور..
والبلدان المستوردة الرئيسية للكينوا البوليفي في الوقت الحاضر هي الولايات المتحدة وفرنسا وهولندا وألمانيا وكندا وإسرائيل والبرازيل والمملكة المتحدة. وقد قدرت منظمة الأغذية والزراعة أن بوليفيا صدّرت عام 2010 حوالي 15,000 طن متري من الكينوا، بينما لم تصدر البيرو والإكوادور سوى كميات ضئيلة فقط.
ما سعر الطن الواحد من الكينوا؟
تختلف الأسعار حسب سوق المقصد والجودة، وتبعاً لما إذا كان الكينوا عضوياً أم لا، من بين عوامل أخرى. ومع ذلك، فإن قيمة التسليم تتراوح ما بين 3000 إلى 3500 دولار للطن، وتتجه الأسعار نحو التزايد.
نطلاق السنة الدولية للكينوا
أعلن المدير العام للمنظمة أن حبوب الكينوا قادرة على أن تؤدي دوراً بالغ الأهمية في اجتثاث الجوع وسوء التغذية واحتواء الفقر. وكان جوزيه غرازيانو دا سيلفا يتحدث بمناسبة الانطلاق الرسمي للسنة الدولية للكينوا بمقرّ الأمم المتّحدة في نيويورك. وشارك كل من الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون، والرئيس البوليفيّ إيفو موراليس، والسيدة الأولى نادين هيريديا الاركون دي هومالا من بيرو من بين الشخصيات الرفيعة المستوى التي حضرت سلسلة أحداث اليوم احتفاء بمعجزة الأنديز الغذائية،وهي محصول شِبه حبوبيّ وغني بالبروتين والمغذيات الدقيقة.
من غذاء أساسي الى مطبخ الذْوّاقة
كانت الكينوا شأنها في ذلك شأن البطاطا واحداً من الأغذية الرئيسة لشعوب جبال الأنديز قبل الإنكا.
فتقليدياً يتم تحميص حبوب الكينوا ثم يعمل منها دقيق تصنع منه أنواع مختلفة من الخبز.
كما يمكن طهو الكينوا، وإضافتها الى الشوربات، واستخدامها كحبوب وصنع الباستا، بل ويمكن تخميرها أيضاً لصنع البيرة أو الشيشا الذي يعدّ المشروب التقليدي لسكان جبال الأنديز. وعندما تطهى تكتسب نكهة تشبه نكهة الجوزيات.
وقد باتت الكينوا تنهض اليوم بدور رئيس أيضاً في مطابخ الذوّاقة، إضافة الى توسيع استخدامها ليشمل مجال المستحضرات الصيدلية والمجالات الصناعية.
من أميركا الى العالم
يتركز جميع الانتاج الحالي من الكينوا تقريباً في أيدي صغار المزارعين وروابط المزارعين.
وتوجد الكينوا كنبات أهلي في جميع بلدان جبال الأنديز، من كولومبيا الى شمال الأرجنتين وجنوب شيلي. أما الأقطار المنتجة الرئيسة فهي بوليفيا وبيرو والولايات المتحدة. ولكن زراعة الكينوا تجاوزت حدود القارات: حيث تجري زراعتها في فرنسا وإنجلترا والسويد والدنمارك وهولندا وإيطاليا. وفي الولايات المتحدة تتم زراعتها في كولورادو ونيفادا، وفي كندا في حقول أونتاريو. كذلك طرحت الكينوا غلالاً عالية في كينيا، كما يمكنها أن تنمو بصورة جيدة في جبال الهملايا وسهول شمالي الهند أيضاً.
مساهمةٌ في الأمن الغذائي العالمي
في مواجهة التحدّي المتمثل في زيادة إنتاج الأغذية عالية الجودة من أجل إطعام سكان العالم في ظل تغير المناخ، تقدم الكينوا نفسها كبديل الى البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي.
ولذلك قامت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتسمية سنة 2013 "السنة الدولية للكينوا"، وذلك تقديراً منها للعمليات التي مارستها شعوب جبال الأنديز أباً عن جدّ، والتي تمكنت بفضلها من حفظ الكينوا في حالتها الطبيعية كغذاء لأجيال الحاضر والمستقبل، وذلك من خلال الممارسات التي ورثتها عن أسلافها للعيش في انسجام مع الطبيعة.
وستنهض منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، من خلال مكتبها الإقليمي لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي على وجه الخصوص، بدور أمانة السنة الدولية للكينوا، وتقديم المساعدة للّجنة الدولية في مجال تنسيق الإحتفالات. وستتولى بوليفيا رئاسة هذه اللجنة، بينما تتولى الإكوادور وبيرو وشيلي منصب نائب الرئيس، في حين تقوم الأرجنتين وفرنسا بمهمة مقرر اللجنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق